الإشارة إلى حقيقة الوسوسة وبعض أنواعها

الوسوسة ومشكلاتها (2) تقدمت الإشارة إلى حقيقة الوسوسة وبعض أنواعها، وتقدم اقتراح بعض ما يعين على تجنبها، وأهم ذلك الالتجاء إلى الله تعالى والاستعاذة به...

احلي كلمة

عضو
مسجل بالموقع
الإشارة إلى حقيقة الوسوسة وبعض أنواعها
الوسوسة ومشكلاتها (2)

تقدمت الإشارة إلى حقيقة الوسوسة وبعض أنواعها، وتقدم اقتراح بعض ما يعين على تجنبها، وأهم ذلك الالتجاء إلى الله تعالى والاستعاذة به سبحانه.

وأذكر هنا أيضا بعض ما يعين على تجنبها:
2/ الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى هو الحكَم العدل، وأنه جل شأنه لا يظلم الناس شيئا، بل إن من فضله وإحسانه لعباده أنه سبحانه وبحمده تجاوز عن جهلهم وأخطائهم ونسيانهم، كما قال سبحانه: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286]. وقد ثبت في صحيح مسلم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال: قد فعلت، وثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" رواه ابن ماجه والبيهقي.

فالمشكلة التي ينطلق منها معظم الموسوسين اتهامهم لله سبحانه بأنه سيحاسبهم على تقصيرهم الناشئ عن الجهل والخطأ أو النسيان، وحسبك بهذا شناعة وقبحا، فلو أدى الشخص ما أمر به على الوجه الشرعي فإنه لا يضره بعد هذا ما كان من تقصير ناشئ عن خطأ أو نسيان. فرحمة الله واسعة وعفوه عظيم، ولا ينبغي أن يعيد ولا يكرر العبادة؛ لأنها حينئذ ابتداع في الدين وضلال عن الحق.

3/ ومما يعين على السلامة من الوسوسة: أن يعلم الشخص أن أحاديث النفس لا مؤاخذة عليها ولا يُبنى عليها حكم إلا إذا خرجت لحيز الواقع بالقول أو الفعل أو الكتابة، وقد روى الشيخان بسنديهما واللفظ للبخاري من طريق قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حَدَّثت به أنفسَها، ما لم تعمل أو تتكلم". قال قتادة: إذا طلَّق في نفسه فليس بشيء.

وفي لفظ عند البخاري: "إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورُها ما لم تعمل أو تكلم". والمراد بالوسوسة هنا: تردد الشيء في النفس، من غير أن يطمئن إليه ويستقر عنده. وبهذا فإن الوجود الذهني لا أثر له هنا، وإنما الاعتبار بالوجود القولي في القوليات، والعملي في العمليات.

4/ ويعين على تجنب الوسوسة: معرفة الشخص للسنن والرخص التي جاءت بها الشريعة: كالوضوء مرةً مرة، والمسح عند تعذر الغسل، والتيمم عند العجز عن استعمال الماء أو عدمه، والعفو عما تعمُّ به البلوى، وغير ذلك مما هو مفصل في محله.

5/ ويعين على التخلص من الوسوسة وخاصة في مجال التصورات: أن يملأ الشخص وقته بعمل نافع ويتجنب الوحدة والعزلة. وأن يختار جلساء يُثْرُون معارفه ويوسعون تصوراته ومداركه. وأن يمارس الرياضة المناسبة ويروح عن نفسه بالتجول في الأماكن الفسيحة كالشواطئ والحدائق ونحوها.
 

المواضيع المتشابهة

أعلى