السَّيِّئَةُ عاقِبَةُ السَّيِّئة و الحَسنَةُ عاقبَة الحسنَة"للشيخ عبد المالك رمضاني

السَّيِّئَةُ عاقِبَةُ السَّيِّئة و الحَسنَةُ عاقبَة الحسنَة قال الله تعالى : ﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ ٱلسُّوۤءَىٰ ﴾( الرّوم ...

ط£ط­ظ…ط¯ ط³ط§ظ„ظ…

عضو جديد
مسجل بالموقع
السَّيِّئَةُ عاقِبَةُ السَّيِّئة و الحَسنَةُ عاقبَة الحسنَة"للشيخ عبد المالك رمضاني
السَّيِّئَةُ عاقِبَةُ السَّيِّئة و الحَسنَةُ عاقبَة الحسنَة




قال الله تعالى : ﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ ٱلسُّوۤءَىٰ ﴾( الرّوم : 10 ) .



يذكرُ أهل العلم عقب فعل الطّاعات أنّ المرءَ إذا كان أحسن منه حالاً من ذي قبل و أكثرَ إقبالاً على الطّاعات فقد دلّ ذلك – إن شاء الله – على انتفاعه بحسناته الّتي أتى بها ، و أنّ العكس بالعكس ، فمن وجد في نفسه نُفرةً من فعل الصّالحات و جُسوراً على الحُرمات ، فإنّ هذا يدلّ على أنّ ما كان عليه ممّا ظاهره الطّاعة كان قد خالطه باطنُ الإثم و غِشُّ المعاملة مع الربّ عزّ و جلّ ، و ما ربّك بظلاّمٍ للعبيد ، قال الله تعالى : ﴿ وَ مَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ﴾ ( النّساء : 79 ) ، فليراقب العبدُ نفسه ؛ فإنّ الله حيٌّ لا تخفى عليه خافيةٌ يثيبُ و يعاقبُ ، و لا أحدَ يعطي و يمنع سواه ، قال ابن تيمية في ” مجموع الفتاوى ” ( 14/239-244 ) : ” و المعصية الثّانية قد تكون عقوبة الأولى ، فتكون من سيّئات الجزاء ، مع أنّها من سيّئات العمل ، قال النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم في الحديث المتّفق على صحّته عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ( عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ ، وَ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ ، وَ لا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَ يَتَحَرَّىٰ الصِّدْقَ حَتَّىٰ يُكْتَبَ عِنْدَ اللّهِ صِدِّيقاً ، وَ إِيَّاكُمْ وَ الْكَذِبَ ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَىٰ النَّارِ ، وَ لا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَ يَتَحَرَّىٰ الْكَذِبَ حَتَّىٰ يُكْتَبَ عِنْدَ اللّهِ كَذَّاباً ) ، و قد ذكر في غير موضعٍ من القرآن ما يبيّن أنّ الحسنة الثّانية قد تكون من ثواب الأولى ، و كذلك السّيئة الثّانية قد تكون من عقوبة الأولى ، قال تعالى : ﴿ وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ ٱقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ أَوِ ٱخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ منْهُمْ وَ لَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَ أَشَدَّ تَثْبِيتاً . وَ إِذاً لآتَيْنَاهُمْ من لَّدُنَّآ أَجْراً عَظِيماً . وَ لَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً ﴾ ( النّساء 66-68 ) ، و قال تعالى : ﴿ وَ ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَ إِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾ ( العنكبوت : 69 ) ، و قال تعالى : ﴿ وَ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ . سَيَهْدِيهِمْ وَ يُصْلِحُ بَالَهُمْ . وَ يُدْخِلُهُمُ ٱلْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾ ( محمّد : 4-6 ) ، و قال تعالى : ﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ ٱلسُّوۤءَىٰ ﴾ ( الرّوم : 10 ) ، و قال تعالى : ﴿ وَ كِتَابٌ مُّبِينٌ . يَهْدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ ٱلسَّلاَمِ ﴾ ( المائدة : 15-16 ) ، و قال تعالى : ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَ آمِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَ يَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ ( الحديد : 28 ) ، و قال تعالى : ﴿ وَ فِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَ رَحْمَةٌ للَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴾ ( الأعراف : 154 ) ، و قال تعالى : ﴿ هَٰذَا بَيَانٌ للنَّاسِ وَ هُدًى وَ مَوْعِظَةٌ للْمُتَّقِينَ ﴾ ( آل عمران : 138 ) ، و قال تعالى : ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَ شِفَآءٌ وَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَ هُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ﴾ ( فصّلت : 44 ) ، و قال تعالى : ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ منَ ٱلشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ . وَ إِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي ٱلْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ ﴾ ( الأعراف : 201-202 ) ، و قال تعالى : ﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ ٱلسُّوۤءَ وَ ٱلْفَحْشَآءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُخْلَصِينَ ﴾ ( يوسف : 24 ) ، و قال تعالى : ﴿ وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾ ( يوسف : 22 ) ، و قال تعالى : ﴿ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَ صَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ . وَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَ عَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَ آمَنُواْ بِمَا نُزلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَ هُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيئَاتِهِمْ وَ أَصْلَحَ بَالَهُمْ . ذَلِكَ بِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلْبَاطِلَ وَ أَنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلْحَقَّ مِن رَّبهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ ﴾ ( محمّد : 1-3 ) ، و قال تعالى : ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَ قُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ ( الأحزاب : 70-71 ) ، و قال تعالى : ﴿ قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَ أَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُملَ وَ عَلَيْكُمْ مَّا حُملْتُمْ وَ إِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ وَ مَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ ﴾ ( النّور : 54 ) ، قال أبو عثمان النّيسابوري : من أمّر السّنة على نفسه قولاً و فِعلاً نطق بالحكمة ، و من أمّر الهوى على نفسه قولاً و فعلاً نطق بالبدعة ، لأنّ الله تعالى يقول : ﴿ وَ إِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ ﴾ ، قلتُ : و قد قال في آخر السّورة : ﴿ فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ ( النّور : 63 ) ” ، ثمّ شرع في بيان نتائج السّيئات بعد أن كان جلّ النّصوص السّابقة في بيان نتائج الحسنات ، فقال رحمه الله : ” و قال تعالى : ﴿ وَ مَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ . وَ نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَ أَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ ( الأنعام : 109-110 ) ، و قال تعالى : ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ إِنَّمَا ٱسْتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَ لَقَدْ عَفَا ٱللَّهُ عَنْهُمْ ﴾ ( آل عمران : 155 ) ، و قال تعالى : ﴿ وَ إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يٰقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَ قَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوۤاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَ ٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ ﴾ ( الصّفّ : 5 ) ، إلى قوله : ﴿ وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَ هُوَ يُدْعَىٰ إِلَى ٱلإِسْلاَمِ وَ ٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ ﴾ ( الصّفّ : 7 ) ، و قال تعالى : ﴿ وَ قَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ ﴾ ( البقرة : 88 ) ، و قال تعالى أيضاً : ﴿ وَ قَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ ( النّساء : 155 ) ، و قال تعالى : ﴿ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَ وَ ٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ ﴾ ( البقرة : 258 ) ، و قال تعالى : ﴿ وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَ ضَاقَتْ عَلَيْكُمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ . ثُمَّ أَنَزلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَ أَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَ عذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ ( التّوبة : 25-26 ) ، و قال تعالى في النّوعين : ﴿ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ وَ ٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ . ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَ رَسُولَهُ ﴾ ( الأنفال : 12-13 ) ، و قال تعالى : ﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ بِمَآ أَشْرَكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزلْ بِهِ سُلْطَاناً وَ مَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ وَ بِئْسَ مَثْوَىٰ ٱلظَّالِمِينَ ﴾ ( آل عمران : 151 ) ، و قال تعالى : ﴿ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ ٱلْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ وَ ظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم منَ ٱللَّهِ فَأَتَاهُمُ ٱللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ وَ قَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَ أَيْدِي ٱلْمُؤْمِنِينَ فَٱعْتَبِرُواْ يٰأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ . وَ لَوْلاَ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمُ ٱلْجَلاَءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا وَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ . ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَمَن يُشَآق ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ ﴾ ( الحشر : 2-4 ) ، و قال تعالى : ﴿ لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَ إِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ . ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوۤاْ إِلاَّ بِحَبْلٍ منْ ٱللَّهِ وَ حَبْلٍ منَ ٱلنَّاسِ وَ بَآءُوا بِغَضَبٍ منَ ٱللَّهِ وَ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَ يَقْتُلُونَ ٱلأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْاْ وَّ كَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾ ( آل عمران : 111-112 ) ، و قال تعالى : ﴿ تَرَىٰ كَثِيراً منْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ فِي ٱلْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ . وَ لَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله و النَّبِيِّ وَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَآءَ وَ لَـٰكِنَّ كَثِيراً منْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ ( المائدة : 80-81 ) ، و قال تعالى : ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَاوَةً للَّذِينَ آمَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَ لَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً للَّذِينَ آمَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّا نَصَارَىٰ ذٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَ رُهْبَاناً وَ أَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ ( المائدة : 82 ) ، و قال تعالى : ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوۤاْ أَرْحَامَكُمْ . أَوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ .أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ . إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرْتَدُّواْ عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ من بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَى ٱلشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَ أَمْلَىٰ لَهُمْ . ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ ٱلأَمْرِ وَ ٱللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ﴾ ( محمّد : 22-26 ) ، و قال تعالى : ﴿ وَ مِنْهُمْ مَّنْ عَاهَدَ ٱللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ . فَلَمَّآ آتَاهُمْ من فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَ تَوَلَّواْ وَّ هُمْ مُّعْرِضُونَ . فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَآ أَخْلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَ بِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ ﴾ ( التّوبة : 75-76 ) و قال تعالى : ﴿ فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٍ منْهُمْ فَٱسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَ لَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِٱلْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْخَالِفِينَ ﴾ ( التّوبة : 83 ) ، و قال تعالى في ضدّ هذا : ﴿ وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـٰذِهِ وَ كَفَّ أَيْدِيَ ٱلنَّاسِ عَنْكُمْ وَ لِتَكُونَ آيَةً للْمُؤْمِنِينَ وَ يَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً ﴾ ( الفتح : 20 ) ، إلى قوله : ﴿ وَ لَوْ قَاتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كفَرُواْ لَوَلَّوُاْ ٱلأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَ لاَ نَصِيراً . سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَ لَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً ﴾ ( الفتح : 22-23 ) ، و تولِيتُهم الأدبار ليس مّما نُهُوا عنه ، و لكن هو من جزاء أعمالهم ، و هذا بابٌ واسعٌ ” .


و في ” تهذيب الكمال ” للمِزِّي ( 20/21 ) أنّ عُروة بنَ الزّبير قال : ” إذا رأيتَ الرّجل يعمل الحسنة فاعلم أنّ لها عنده أخواتٍ ، و إذا رأيتَه يعمل بالسّيّئة فاعلم أنّ لها عنده أخواتٍ ، فإنّ الحسنة تدلُّ على أختها ، و إنّ السّيّئة تدلُّ على أختِها ” .




منقول من كتاب ” من كل سورة فائدة ” للشيخ أبي عبد الله عبد المالك بن أحمد بن المبارك رمضاني الجزائري حفظه الله
 
أعلى