جولة فى مدينة بريسبن الاسترالية

كانت بريسبن في الماضي نقطة توقف للسياح المتجهين الى الحاجز المرجاني العظيم او الى الشواطئ في الساحل الذهبي، الا ان تلك المدينة الاسترالية الشرقية اصبحت نقطة...

محمد عبد القادر

مدير السياحة العلاجية في تايلاند
طاقم الإدارة
مسئول بالشركة
جولة فى مدينة بريسبن الاسترالية
كانت بريسبن في الماضي نقطة توقف للسياح المتجهين الى الحاجز المرجاني العظيم او الى الشواطئ في الساحل الذهبي، الا ان تلك المدينة الاسترالية الشرقية اصبحت نقطة جذب سياحية في حد ذاتها.
فبعد عودتي أخيرا للمدينة التي نشأت فيها وتركتها قبل 15 سنة للاقامة والعمل في مدينة سيدني ذات الايقاع السريع، لم اتمكن من التعرف عليها. فلم تعد مدينة اقليمية كبيرة، عاصمة ولاية كوينزلاند، بل اسرع المدن نمواً.

وتزدحم بالمقاهي والمحلات ولا يجب نسيان معرض الفن الحديث، وهو ما يجعلك تقضي عدة ايام في المدينة لتستكشفها.

وكانت المدينة تعرف في الماضي باسم بريسفيغاس (بسبب الكازينوهات وحياة الليل في الثمانينات)، ويقسم المدينة نهر بريسبن الذي يشق طريقه حتى خليج مورتون، مرورا بمخازن الصوف التي تحولت الى شقق فاخرة، ومنازل تاريخية مقامة على اعمدة. وتحولت محطة طاقة سابقة على طرف الخليج الى مركز فني. وأحدث مناطق الجذب السياحية هو معرض الفن الحديث ومعرض كوينزلاند الفني الذي اعيد تجديده، المجاور لمعرض الفن الحديث على آخر زاوية للنهر في ستانلي بلاس في حدائق ساوث بانك. ومعرض الفن الحديث هو اكبر المعارض الفنية في استراليا، ويضم اعمال الفنانين الاستراليين والأجانب. بمن فيهم الممثل البريطاني الهندي المولد انيش كابور والفنانة الالمانية كاثرينا غروس.

وتطل النوافذ على مشاهد المدينة الرائعة، والمعرض الذي يجاور مكتبة الولاية الجديدة، به دار سينما خاص ومركز فني للاطفال. ويشمل الملحق الجديد لمعرض كوينزلاند مدخلا زجاجيا والمعرض الآسيوي التاريخي.

ويمكن الوصول للمتاحف بالتمشي عبر ممر النهر، وهو ممر عائم يربط منطقة نيوفارم بمنطقة الاعمال المركزية وبركة السباحة في المنطقة المطلة على المدينة.

ومجموعة المتاحف في بريسبن لا تتجاهل التاريخ. فإذا اردت معرفة دور بريسبن كمقر لقوات الحلفاء في المحيط الهادئ في الحرب العالمية الثانية، يمكنك زيارة متحف ماك ارثر في بريسبن، المخصص للجنرال دوغلاس ماك ارثر، الذي اختار بريسبن قاعدة له لمدة عامين. وفي تلك الفترة مر ملايين من الاميركيين عبر تلك المدينة الهادئة التي اعتقد الكثير من الناس انها ستتغير بعد الحرب. وبدلا من ذلك اغلق وسط المدينة تقريبا بعد انخفاض عدد السكان الذين انتقلوا للحياة في الضواحي.

والآن تمكنت مناطق مثل فورتيتيود فالي وهي منطقة دعارة سابقة، الى تحويل نفسها. كما بدأ تشغيل فندق امبوريوم في منطقة جراج حافلات. ويضم الفندق مركزا للتسوق ومطاعم. ويمكن للنزلاء استخدام حمام السباحة المالحة المقام في سطح الفندق ويطل على المدينة وجسر ستوري. وعلى مقربة من الفندق يوجد «جيمس ستريت» وهو منطقة صناعية سابقة وهو الآن مقر محلات للمصممين من امثال «اس اند بايد، حيث يمكنك العثور على جينز وملابس انيقة لعدد من مشاهير المصممين الدوليين من امثال سارا جين كلارك وهايد ميدلتون، التي نشأت في بريسبن.

وفي سلافدج بشارع بايرز يمكن شراء أي شيء من الثريا الى علب المجوهرات الزجاجية الفرنسية وقلادات اللؤلؤ.

وفي مركز امبوريوم، لابد من زيارة ديبو وهو مقهى مفتوح تقبل عليه الشخصيات العصرية.

والمناطق المفتوحة قريبة في مطعم watt modern dinning في مركز المسارح المعروف باسم «بريسبن باورهاوس،» الذي كان محطة لتوليد الطاقة الكهربائية لشبكة الترام المختفية. ويمكن طلب الاخطبوط الحار او الاسماك الطازجة مع البطاطس المحمرة وتتناول طعامك مطلا على النهر. ويقول باولو بيسكارو صاحب مطعم بيكوفينو الذي انتقل للمدينة من ملبورن قبل ثلاثة اعوام: «لم يكن معروفا في بريسبن استمرار تشغيل أي شيء بعد الساعة العاشرة والنصف، الا ان الامور تغيرت. لقد نمت المدينة». ومساء الجمعة كان المطعم مزدحما بالشباب ينتظرون الجلوس. ومن مفاهيم تناول الطعام التي انتشرت في بريسبن هي ـ تناول الطعام الجماعي ـ وهو الظهور في اماكن مثل cirque café، الذي يقيم تفسيرات غريبة للطعام العرقي، مثل برغر من لحم الضأن المغربي مع زبادي بالنعناع. ولم يحقق الطعام الجماعي نجاحا في البداية، طبقا لما ذكره فوغن كيلي المالك الشريك في مطعم cirque café وهو من ابناء ملبورن الذين اتجهوا شمالا. وقال «كانوا يشاهدون تلك المناسبات ولا يهتمون بها اما الآن فهناك طوابير انتظار».

وفي المساء تزدحم منطقة فورتيتيود فالي. ففي الوقت الذي تشكو فيه الفرق الموسيقية في سيدني وملبورن من نقص الاماكن، فإن بريسبن تزدحم بتلك الاماكن. ففي بوري بار في ann street، على سبيل المثال تعزف فرق الجاز موسيقاها.

كما تقدم الفرق الموسيقية حفلاتها في breakfast creak hotel الذي يشتهر بتقديم لحم الستيك. وقبل سنوات كنت قد حضرت فيه حفل الوداع قبل سفري الى سيدني. وكان مكانا قديما ومستهلكا، اما الآن وبعد انفاق ما يقرب من 4 ملايين دولار، افتتح بار جديد يجذب الشباب العصري.
 
توقيعي

المواضيع المتشابهة

أعلى