سحر الطبيعة في زامبيا

سحر الطبيعة في زامبيا شــلالات فيكتــوريا لوساكا‏:‏ لوساكا عاصمة زامبيا وأكبر مدنها تقع في الجزء الجنوبي من البلاد على ارتفاع 1300 متر وتعتبر من...

أبوسيف

منسق العلاج في تايلاند
طاقم الإدارة
المدير العام
سحر الطبيعة في زامبيا
سحر الطبيعة في زامبيا

شــلالات فيكتــوريا


لوساكا‏:‏



لوساكا عاصمة زامبيا وأكبر مدنها تقع في الجزء الجنوبي من البلاد على ارتفاع 1300 متر وتعتبر من أسرع الدول الأفريقية في النمو من حيث السكان وتعتبر مركز تجاري بالإضافة إلى كونها مقر الحكومة ويمتد منها الطرق السريعة إلى شمال وجنوب وشرق وغرب زامبيا.

و علي الرغم من الأوضاع الاقتصادية المتردية والفقر الذي تعاني منه زامبيا‏,‏ إلا أنها غنية بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تأتي في مقدمتها شلالات فيكتوريا‏..‏ و الأمر الذي يوفر فرصة طيبة لكسب العملة الصعبة اللازمة للتنمية والحقيقة ولبعد المسافة بين لوساكا العاصمة والشلالات التي تبلغ حوالي‏480‏ كيلو مترا وهي رحلة شاقة جدا بالسيارة‏..‏ كنت دائما أرجئ فكرة زيارتها‏..‏ ولكن أمام ما سمعته عن أهمية زيارتها وأن عدد زائريها من كل بقاع العالم يزيد علي الآلاف يوميا قررت التوجه إليها أنا ومجموعة من المصريين والعرب الذين يعيشون في زامبيا وشاهدوها عدة مرات‏.‏

وفي طريقنا من لوساكا شاهدت مناظر طبيعية لم أشاهدها في حياتي‏..‏ فهناك الجبال التي تتناسخ من بعضها‏..‏ وتتوالد‏..‏ تتضخم وتتضاءل‏..‏ تتشابك‏..‏ وتتباعد‏..‏ تنفصل وتتصل فكأنها ديكور من الورق المقوي أو من الخشب‏..‏ وبنظرة اليها نلمس قوتها وصلابتها وقد تعرض بعضها لتقنيات شق الطرق‏..‏ وهذه الجبال تارة تجدها علي يمينك أو يسارك ثم أمامك أو خلفك كما أن هذه الجبال في موسم المطر تغطيها أشجار ـ تبارك الله فيما خلق ـ ألوانها زاهية‏(‏ بنفسجي‏,‏ برتقالي‏,‏ أصفر‏,‏ أحمر‏,‏ أخضر‏),‏ هذه هي الطبيعة الجميلة في زامبيا فهي كحديقة مفتوحة‏.‏

وهنا قال أحد المرافقين في الرحلة الدكتور محمد شحاتة أستاذ علم الطفيليات في جامعة زامبيا‏..‏ إن زامبيا دولة غنية بابداعها وطبيعتها الجميلة التي لاتضاهيها أي دولة أخري وقال إنه علي الرغم من ان خبرة زامبيا في مجال السياحة حديثة‏..‏ إلا أنها تملك الامكانات التي تجعلها تحقق نجاحات كبيرة في هذا المجال لو اهتمت بالمناطق الساحرة البديعة ذات المناظر الطبيعية الخلابة‏.‏

وأشار إلي أن مدينة ليفينجستون عاصمة سياحية وهي العاصمة القديمة لزامبيا التي تم انشاؤها حول نهر الزامبيزي شريان الحياة في زامبيا الذي أشتق اسمها منه‏.‏

وسألته عن هذا النهر الهائل‏..‏ فأوضح أن منبع نهر الزامبيزي يقع في أراضي شمال غرب زامبيا المرتفعة وهي تبعد‏600‏ كيلو متر عن وادي زامبيزي ويمتد هذا النهر عبر صحراء كالاهاي وتكون مياهه واحدا من أضخم شلالات العالم وهي شلالات فيكتوريا‏..‏ وعلي بعد ألف كيلو متر من منبعه يصب نهر الزامبيزي في ممر ضيق بعمق‏100‏ متر نحته النهر عبر مرور الزمن وذلك في مسار متعرج عبر التلال الزيمبابوية‏..‏ وأضاف أن من شلالات فيكتوريا يجري نهر زامبيزي في اتجاه أحد أكبر سدود أفريقيا وهو سد كاريبا الذي بناه الانسان لترويض النهر الكبير والتحكم في صب مياهه نحو وادي زامبيزي مع ان مسار النهر من الكاريبا إلي المحيط الهندي محصور ايضا بسد آخر إلا أنه يبقي مسيطرا علي الأودية والترسبات‏.‏

وهنا تدخل الدكتور عطية بحر عميد الجالية المصرية في زامبيا قائلا مع أن هذا السد قد تسبب في تدمير عدد من الأماكن الطبعية‏..‏ إلا أنه أوجد أماكن أخري جميلة وأشار إلي أنه قد تكونت بحيرة الكاريب وهي أكبر بحيرة من صنع الانسان حيث بنيت للمحافظة علي مياه النهر‏..‏ وقال إنه خلال المطر والجفاف من الصيف إلي الشتاء تجد الحيوانات والطيور في وادي زامبيزي ملجأ لها بمحاذاة النهر أضافة إلي أنها ستضمن مصدرا دائما لطعامها‏.‏ فبين شهري يوليو وأكتوبر‏(‏ فصل الشتاء في زامبيا‏)‏ تتساقط أوراق الاشجار وتجف الخضرة وتموت ولايتوافر الطعام إلا قرب النهر‏..‏ فيجذب الحيوانات إلي ضفافه لتأمين الطعام والمياه‏..‏ فالكثير من الحيوانات والطيور يصبح هذا قوت حياتها‏..‏ ولكن ضفاف نهر زامبيزي خطرة دائما ولاتوفر المكان الآمن للشرب والأكل لوجود أعداد كبيرة من التماسيح‏..‏ كما تعيش الفيلة في محيط النهر لأنها تحتاج إلي الاستحمام والشرب منه يوميا‏..‏ فالمياه متوفرة دائما‏..‏ كما أن المنطقة البرية الرائعة من وادي زامبيزي تغطي أجزاء من بلدين زيمبابوي في الجنوب وزامبيا في الشمال وتدفق هذا النهر العريض بسهولة يجعل الحيوانات تتجول بحرية بين البلدين‏.‏

وفي أثناء هذا الحديث نمر بسياراتنا وسط الجبال لنشاهد هذا النهر العظيم ومياهه تسابق بعضها البعض كأنها في ماراثون تتعجل الوصول إلي فم الشلالات ونشاهد أجمل وأروع المناظر وكثيرا من الحيوانات والطيور فالفيلة تسير في قوافل بمحاذاة النهر وحولها الطيور‏..‏ والقرود تقطع الطريق علينا وتقفز فوق الأشجار وأحيانا السيارات‏..‏ والغزلان تسابق السيارات في خفة ورشاقة‏.‏

وعندما وطأت قدماي مدخل غابة شلالات فيكتوريا أحسست بأنني أدخل عالما اخر لا علاقة له بالأرض‏..‏ وتابعت التوغل في الغاية مع رفاقي وهدير الشلالات يكاد يصم الآذان كلما اقتربنا منها‏..‏

والذي لاحظته خلال سيرنا بالغابة متوجهين إلي الشلالات أن المسئولين عن السياحة الزامبية حاولوا قدر إمكانهم الحفاظ علي طبيعة المكان فأكتفوا بتمهيد ممرات بسيطة داخل الغابة ليسير عليها الزائرون‏.‏

وكانت أكثر اللحظات اثارة للبهجة بالنسبة لي ولمن حولي من جنسيات مختلفة عندما وقفنا أمام شلالات فيكتوريا لنلتقي بالطبيعة في أمجد لحظاتها‏,‏ ونستمتع بها وهي تتفجر قوة وجمالا وتكشف عن أسرارها بقوة صوتها الذي يشبه الرعد فهي شلالات ينهمر خلالها الماء إلي أسفل الجبل بقوة خارقة وسرعة مذهلة‏..‏ ويتطاير جزء منه نحو السماء علي شكل رذاذ يرتطم بنا ويفرقنا كأننا نستحم فرذاذه غزير‏.‏

وكان أكثر المواضع رهبة وجلالا هو ظهور قوس قزح الذي يذوب ويتحلل في أبخرة الشلال ليملأ الأفق ويصل بين الأرض والسماء مما يضفي مسحة من الجمال والشاعرية علي المشهد‏.‏

وقفنا نتعجب منبهرين بقدرة الخالق سبحانه وتعالي وإبداعه‏..‏ ونتأمل مايحدث حولنا وقفنا نشاهد الأشجار الشامخة وسط مياه نهر زامبيزي المتدفقة بقوة لاتتأثر ولاتتحرك ولاتتساقط ولاتبرح مكانها ـ فما أجمل أن تشاهد هذا المشهد العظيم نهر متدفقا وأشجارا شامخة وصورة طبيعية وأنت في كل نظرة تقول سبحان الله الذي خلق هذا الابداع الذي يعتبر لوحة طبيعية تفرح العيون وتنشرح لها القلوب‏.‏

ويقول د‏.‏ شحاتة إن قوس قزح بعض القبائل هنا تسميه بما معناه الدخان الذي يرعد كما أن الرذاذ يصل إلي نحو‏305‏ أمتار صعودا في السماء ويمكن رؤيته من علي بعد حوالي‏60‏ كيلو مترا ويستطرد فيقول كما أن مياه الشلالات هذه لاتهوي إلي حوض مفتوح بل تنحصر في هوة يتراوح عرضها مابين‏25‏ و‏75‏ متر وتقع هذه الهوة بين مسقط الشلالات وحائط صخري يماثله في الأرتفاع تغطيه غابة كثيفة وتتجمع المياه في الهوة ثم تندفع نحو ممر ضيق يستوعب النهر بأكمله ويمر ببركة عميقة تفور المياه فيها وفوق هذا الوعاء يمتد جسر الشلالات وهذا ما نشاهده الآن علي الطبيعية‏..‏ ويقول السيد شوقي إن جسر الشلالات بني أساسا كجزء من خط السكة الحديد بين مدينتي جنوب أفريقيا والقاهرة‏..‏ وكان البريطانيون ينوون إنشاء هذا الخط لربط القارة الافريقية من شمالها إلي جنوبها عبر المناطق الخاضعة لسيطرتها ويعبر هذا الجسر الآن المشاة والسيارات والقطارات بين زامبيا وزيمبابوي وأضاف أن المستكشف البريطاني ديفيد ليفنجستون عندما رأي الشلالات عام‏1870‏ م أطلق عليها اسم ملكة بريطانيا آنذاك فيكتوريا‏.‏

وفي اليوم التالي من الرحلة قمنا بزيارة إحدي حدائق التماسيح في ليفنجستون وتقع قرب الشلالات حيث تضم هذه المزرعة المفتوحة للزوار نحو‏1500‏ تمساح من مختلف الأعمار والأنواع‏..‏ حيث توزع علي مجموعات وفقا لأعمارها من سنة إلي‏20‏ سنة في أحواض مستطيلة أو دائرية وتحيط بها مساحة من الارض الرملية والأشجار لتستظل بها التماسيح من أشعة الشمس‏..‏ وكانت التماسيح بعضها خارج المياه يتدفأ بحرارة الجو والبعض الآخر في المياه يسبح ويختفي تحتها وعندما قذف الحارس بقطعة من اللحم إلي البحيرة تحركت التماسيح بسرعة هائلة فاتحة فكيها لتلتقط طعامها‏..‏ وقال الحارس إن التمساح يأكل مرة كل سبعة أيام‏..‏ كما ان هناك بعض التماسيح تأكل بعضها البعض أحيانا‏..‏ وتشمل هذه الحديقة مزرعة للثعابين من مختلف الأنواع والأشكال‏.‏

الحقيقة أن هناك تدفقا سياحيا كبيرا علي ليفنجستون من جميع الجنسيات عربا وأجانب‏..‏ ولكن الدولة لاتقدم الدعم اللازم لجذب هذه النوعية من السياح حيث أنها تترك كل شيء علي طبيعته منذ أيام الاحتلال الانجليزي حتي الطرق المؤدية إلي هذا المكان تركتها دون رعاية مما جعلها في أسوأ حالاتها والحكومة هنا معذورة لأن الأمطار التي تهطل في فصل الصيف شديدة جدا تصل لحد السيول مما يؤثر علي هذه الطرق كما أن الحالة الاقتصادية في زامبيا لاتسمح برصف الطريق كل فترة‏..‏ فالواجب علي رجال الأعمال الذين يملكون القري السياحية والفنادق أن يقدموا يد العون ويتعاونوا مع بعضهم البعض لدعم هذه الطرق برصفها وإنارتها لجذب أعداد مضاعفة من السائحين إلي هذه المنطقة‏..‏ فالسياحة التي تعتمد علي المناظر الطبيعة والطبيعية عامة هي الجاذبة الآن ولذلك فقد أصبحت السياحة في زامبيا من مصادر الدخل القومي‏.‏






 
توقيعي
تايلند أدفايزور - التنسيق الطبي لمستشفيات تايلاند مجانا

تواصل معنا على واتس أب - لاين - فايبر - إيمو - تانقو : 0066864036343

المواضيع المتشابهة

أعلى