شجرة الزقوم لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله

قال الله تعالى ( أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم ـ إنا جعلناها فتنة للظالمين ـ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ـ طلعها كأنه رءوس الشياطين ـ فإنهم لأكلون منها...

شجرة الزقوم لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
قال الله تعالى ( أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم ـ إنا جعلناها فتنة للظالمين ـ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ـ طلعها كأنه رءوس الشياطين ـ فإنهم لأكلون منها فمالئون منها البطون ـ ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ) . [ الصافات : 62 ] .
( أذلك خير ) أي : ذلك النعيم الذي وصفناه لأهل الجنة خير ، أم العذاب الذي يكون في الجحيم من جميع أصناف العذاب ؟ فأي الطعامين أولى ؟ الذي وصف في الجنة (أم ) طعام أهل النار ؟ وهو ( شجرة الزقوم ـ إنا جعلناها فتنة ) أي : عذابا ونكالا ( للظالمين ) أنفسهم بالكفر والمعاصي .
( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ) أي : وسطه ، فهذا مخرجها ، ومعدنها أشر المعادن وأسوؤها ، وشر المغرس يدل على شر الغراس وخسته ، ولهذا نبهنا الله على شرها بما ذكر أين تنبت به ، وبما ذكر من صفة ثمرتها .
وأنها : ( رءوس الشياطين ) فلا تسأل بعد هذا عن طعمها ، وما تفعل في أجوافهم وبطونهم ، وليس لهم عنها مندوحة ولا معدل .
ولهذا قال : ( فإنهم لأكلون منها فمالئون منها البطون ) فهذا طعام أهل النار ، فبئس الطعام طعامهم .
ثم ذكر شرابهم فقال : ( ثم إن لهم عليها ) أي : على أثر هذا الطعام ( لشوبا من حميم ) أي : ماء ً حارا قد انتهى [ حره ] ، كما قال تعالى : ( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وسآءت مرتفقا ) ، وكما قال تعالى : ( وسقوا ماء حميما فقطّع أمعاءهم ) .


قال الله تعالى : ( ثم إنكم أيها الضآلون المكذبون ـ لأكلون من شجر من زقوم ـ فمالئون منها البطون ـ فشاربون عليه من الحميم ـ فشاربون شرب الهيم ) [ الواقعة : 52 ] .
( ثم إنكم أيها الضآلون ) عن طريق الهدى ، التابعون لطريق الردى ( المكذبون ) بالرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الحق والوعد والوعيد ، ( لأكلون من شجر من زقوم ) وهو أقبح الأشجار وأخسها وأنتنها ريحا وأبشعها منظرا ( فمالئون منها البطون ) .
والذي أوجب لهم أكلها ـ مع ماهي عليه من الشناعة ـ الجوع المفرط الذي يلتهب في أكبادهم وتكاد تنقطع منه أفئدتهم .
هذا الطعام الذي يدفعون به الجوع ، وهو الذي لا يسمن ولا يغني من جوع .
وأما شرابهم فهو بئس الشراب ، وهو أنهم يشربون على هذا الطعام من الماء الحميم الذي يغلي في البطون ، شرب الإبل الهيم ، أي : العطاش التي قد اشتد عطشها ، أو [ أن الهيم ] داء يصيب الإبل ، لا تروى معه من شراب الماء . ( هذا ) الطعام والشراب ( نزلهم ) أي : ضيافتهم ( يوم الدين ) وهي الضيافة التي قدموها لأنفسهم ، وآثروها على ضيافة الله لأوليائه .



المصدر :
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله

منقول
 

السيد أبوالعربى

أبومحمد
مسئول بالشركة
مسجل بالموقع
شجرة الزقوم لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكور أخى الفاضل أبوعبدالله على النقل الطيب

وجزاك الله خيرا وبارك فيك

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
 
توقيعي
العلاج في تايلند هو الافضل دولياً في عام 2023، للمزيد من التفاصيل عن السياحة العلاجية تواصل على الرقم: 0066864036343 (واتساب، لاين، فايبر، إيمو).
شجرة الزقوم لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
 
توقيعي
راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال.. وراقب أفعالك لأنها ستصبح عادات
وراقب عاداتك لأنها ستصبح طباع ..وراقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك
أعلى