قلق دولي بشأن 300 من المهاجرين الروهينغا
يزداد القلق على مصير حوالى 300 من المهاجرين الروهينغا شوهدت سفينتهم الخميس جانحة بالقرب من ساحل تايلاند ثم فقد اثرها. وتحول هؤلاء الرجال والنساء والاطفال الى رمز لقضية المهاجرين في جنوب شرق آسيا حيث فر آلاف منهم من بورما وبنغلادش، بعدما تركهم المهربون في البحر. وكانت البحرية التايلاندية قدمت الى ركاب سفينة جائعين ومصابين بالجفاف، الغذاء والمياه قبل مواكبتهم الى خارج المياه الاقليمية التايلاندية. ومنذ ذلك الحين لم ير احد المركب. وقالت السلطات التايلاندية ان ركاب السفينة كانوا يرغبون في التوجه الى ماليزيا، موضحة انها لم تحصل على اي اخبار عن المركب منذ مساء السبت. وصرح مسؤول في البحرية التايلاندية فيرابونغ ناكبراسيت لوكالة فرانس برس الثلاثاء "لا نملك اي معلومات عن السفينة" من جانبها، رفضت السلطات الماليزية والاندونيسية الادلاء باي تعليق عن المركب. وقالت كريس ليوا من "مشروع اراكان" المنظمة المدافعة عن حقوق الروهينغا ان فريقها اجرى اتصالا معهم مساء السبت. واضافت انه لم يعد اي هاتف يرد على الاتصالات منذ ذلك الحين. واضافت "قالوا لنا ان الرجال يأخذون كل الطعام والنساء لا يستطعن الحصول سوى على بعض الفتات". وتستمر ظاهرة الهجرة في جنوب شرق آسيا منذ سنوات لكنها ازدادت خطورة في الايام الاخيرة اذ ان شبكات التهريب بدت فجأة مفككة تحت تأثير السياسة القمعية الجديدة لتايلاند. وبما انهم لم يعودوا قادرين على التوجه الى هذا البلد الذي يشكل معبرا تقليديا، ترك المهربون المهاجرين في عرض البحر. وتحدث الذين تمكنوا من الوصول الى اندونسيا عن حالات مروعة على متن المراكب التي تشهد مواجهات بين المهاجرين بسبب قلة الطعام والماء. نداء ملح وجه مسؤولون كبار في الامم المتحدة نداء ملحا الى قادة اندونيسيا وماليزيا وتايلاند للموافقة على نزول مهاجرين عالقين في عرض البحر الى سواحل بلدانهم. وقال المفوض الاعلى للاجئين انتونيو غوتيريس والمفوض الاعلى لحقوق الانسان زيد رعد الحسين ورئيس المنظمة الدولية للهجرة وليام ل. سوينغ وبيتر سوثرلاند الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة للهجرات الدولية والتنمية في نداء مشترك ان على هذه الدول الثلاث والدول العشر الاعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ان "تضع في رأس اولوياتها انقاذ هذه الارواح من خلال تعزيز عمليات البحث والانقاذ بشكل كبير (...) وتسهيل نزولهم". واكدوا على وجوب استضافة المهاجرين في مناطق آمنة وفي ظروف انسانية، كما يتوجب ان يتلقوا العناية الطبية وان يتم الاستماع اليهم لتحديد وضعهم. وقد اخذت مسألة المهاجرين غير الشرعيين في جنوب شرق آسيا منحى مأساويا اكثر فاكثر مع الاف منهم قدموا من بورما وبنغلادش وباتوا عرضة للخطر بعد ان تخلى عنهم مهربوهم في البحر. وفي جنوب شرق آسيا يستمر هذا النزوح منذ سنوات لكنه يتخذ منذ بضعة ايام منحى كارثيا، فيما تجد الشبكات السرية نفسها فجأة في وضع متضعضع بسبب السياسة القمعية الجديدة في تايلاند. فلم يعد بامكانهم التوجه الى هذا البلد الذي يعد طريق مرور تقليدية و تخلى المهربون عن المهاجرين في عرض البحر. ويصف اولئك الذين تمكنوا من الوصول الى اندونيسيا مشاهد مرعبة على متن المراكب التي يتواجه على متنها المهاجرون للحصول على ما تبقى من الطعام. والمصير المأساوي لالاف المهاجرين من بنغلادش وبورما الهاربين من البؤس او عمليات الاضطهاد في بلادهم يحاكي مأساة المهاجرين الذين يحاولون الوصول الى الاتحاد الاوروبي بعبور البحر المتوسط.
