مطعم إيطالى معلق بين السماء والبحر

غمض عينيك وتخيل أنك داخل كهف قديم على أحد الشواطيء الإيطالية المطلة على البحر الإدرياتيكي، تتناول عشاءك على صوت الأمواج وتتناثر حولك عدة حبيبات من ماء...

محمد عبد القادر

مدير السياحة العلاجية في تايلاند
طاقم الإدارة
مسئول بالشركة
مطعم إيطالى معلق بين السماء والبحر
غمض عينيك وتخيل أنك داخل كهف قديم على أحد الشواطيء الإيطالية المطلة على البحر الإدرياتيكي، تتناول عشاءك على صوت الأمواج وتتناثر حولك عدة حبيبات من ماء البحر، بينما تنعكس الأضواء الزرقاء والخضراء على جدران الكهف من الداخل.
ما وصفته منذ قليل ليس خيالاً؛ ففي بلدة صغيرة جنوب إيطاليا تُدعى Polignano a Mare التابعة لمحافظة باري Bari، التي تتميز بأزقتها الأوروبية الضيقة وبيوتها البيضاء التي تقع كلها على منحدر مطل على البحر، في هذه البلدة واحد من أغرب المطاعم الإيطالية، وهو مطعم Grotta Palazzese التابع لفندق يحمل نفس الإسم.

مطعم Grotta Palazzese داخل كهف مواجه للبحر
المطعم يبدو وكأنه معلق بين زرقة البحر وزرقة السماء، محفور داخل كهف من الحجر الجيري، كانت تجتمع داخله أحزاب سياسية إيطالية في القرن الثامن عشر مع الدوق، لذا تم استغلال ذلك التاريخ وتلك الجغرافيا في إقامة مطعم مميز داخله في مواجهة البحر، ويمكن الوصول إليه عن طريق ممرات وجسور تصل البلدة بالكهف.

منحدرات وصخور حادة تتميز بها هذه المدينة
تتوزع الجلسات في هذا المكان على أكثر من جهة، فهناك جلسات عند مدخل الكهف قريبة من البحر، وجلسات أخرى تعتبر الأفضل وهي على الجسور التي تربط أجزاء الكهف ببعضه في منظر رائع، حيث يمثل هذا المكان وكأنه شرفة عالية تتيح لك رؤية واسعة للمكان، وجلسات أخرى موزعة في الطابق العلوي المحاط بزجاج يسمح لك برؤية بانورامية للبحر ومراقبة انكسار الأمواج على صخوره المتآكلة محدثةً أصوات متكررة بفعل الطبيعة.

حينما تنعكس الأضواء الملونة على جدران الكهف ليلاً
مطعم Grotta Palazzese مكان مثالي لتناول العشاء في بيئة دافئة تظل في ذاكرتك للأبد، يقدم المطعم تشكيلة متنوعة من أسماك البحر المتوسط والمحار وجميع الأكلات البحرية بالإضافة لأطباق من اللحوم على الطريقة الإيطالية، ولا يفتح أبوابه سوى في فصل الصيف؛ من مايو وحتى سبتمبر.

جلسات على جسور الكهف مطلة على البحر مباشرة
بلدة Polignano a Mare رغم أنها صغيرة وغير مشهورة كبقية المدن الإيطالية؛ إلا أنها تحظى بعدد كبير من السياح سنوياً نظراً لموقعها المميز وشاطئها الفيروزي الذي يبلغ طوله 12 كيلومتراً على البحر، بالإضافة لوجود مناطق أثرية موزعة في شوارعها الضيقة والمتعرجة، ويمكن ملاحظة آثار نقوش باللغة العربية والإسبانية والبيزنطية، حيث كانت ملتقى العديد من الثقافات منذ مئات السنين، بجانب وجود فنادق ومطاعم مميزة بها، كل ذلك جعل هذه المدينة ذات الـ 20 ألف نسمة يزداد عدد سكانها بنسبة كبيرة في الأجازات والأعياد حينما يصل إليها السياح، مما جعلها تلقب بلؤلؤة البحر الإدرياتيكي.
 
التعديل الأخير:
توقيعي
أعلى