نَيْلُ الإِمامَة في الدِّين بالصَّبر و اليَقِين" للشيخ عبد المالك رمضاني"
سورَةُ السَّجْدَة
نَيْلُ الإِمامَة في الدِّين بالصَّبر و اليَقِين
قال الله تعالى : ﴿ وَ جَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَ كَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ ( السّجدة : 24 ) .
وصف الله أئمّة الهدى بوصفَيْن هما : الصّبر و اليقين بآياته ، فما وجه اختيار هذين الوصفين دون غيرهما ؟
وجَّهَهُ ابن القيّم في ” إغاثة اللّهفان ” بقوله ( 2/167 ) : ” و أصلُ كلّ فتنةٍ إنّما هو من تقديم الرّأي على الشّرع و الهوى على العقل ، فالأوّل : أصل فتنة الشّبهة ، و الثّاني : أصل فتنة الشّهوة ، ففتنة الشّبهات تُدفع باليقين ، و فتنة الشّهوات تُدفع بالصّبر ، و لذلك جعل سبحانه إمامة الدّين مَنوطةً بهذين الأمرين ، فقال : ﴿ وَ جَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَ كَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ ، فدلّ على أنّه بالصّبر و اليقين تُنال الإمامة في الدّين ، و جمع بينهما أيضاً في قوله : ﴿ وَ تَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ وَ تَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ ﴾ ( العصر : 3 ) ، فتواصَوْابالحقّ الّذي يَدفع الشّبهات ، و بالصّبر الّذي يكفُّّ عن الشّهوات ، و جمع بينهما في قوله : ﴿ وَ ٱذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ أُوْلِي ٱلأَيْدِي وَ ٱلأَبْصَارِ ﴾ ( ص : 45 ) ، فالأيدي القُوَى والعزائم في ذات الله ، و الأبصار البصائرُ في أمر الله ، و عبارات السّلف تدور على ذلك ، قال ابن عبّاسٍ : أولي القوّة في طاعة الله و المعرفة بالله ، و قال الكلبي : أولي القوّة في العبادة ، و البصر فيها ، و قال مجاهدٌ ﴿ ٱلأَيْدِي ﴾ : القوّة في طاعة الله ، و ﴿ ٱلأَبْصَارِ ﴾ : البصر في الحقّ ، و قال سعيد بن جُبير : ﴿ ٱلأَيْدِي ﴾ : القوّة في العمل ، و ﴿ ٱلأَبْصَارِ : ﴾ بصرهم بما هم فيه من دينهم … فبكمال العقل و الصّبر تُدفع فتنة الشّهوة ، و بكمال البصيرة و اليقين تُدفع فتنة الشّبهة ، و الله المستعان ” .
و من الآيات الجامعة بين الصّبر و اليقين قوله تعالى : ﴿ فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَ لاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ ﴾ ( الرّوم : 60 ) .
منقول من كتاب ” من كل سورة فائدة ” للشيخ أبي عبد الله عبد المالك بن أحمد بن المبارك رمضاني الجزائري حفظه الله
نَيْلُ الإِمامَة في الدِّين بالصَّبر و اليَقِين
قال الله تعالى : ﴿ وَ جَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَ كَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ ( السّجدة : 24 ) .
وصف الله أئمّة الهدى بوصفَيْن هما : الصّبر و اليقين بآياته ، فما وجه اختيار هذين الوصفين دون غيرهما ؟
وجَّهَهُ ابن القيّم في ” إغاثة اللّهفان ” بقوله ( 2/167 ) : ” و أصلُ كلّ فتنةٍ إنّما هو من تقديم الرّأي على الشّرع و الهوى على العقل ، فالأوّل : أصل فتنة الشّبهة ، و الثّاني : أصل فتنة الشّهوة ، ففتنة الشّبهات تُدفع باليقين ، و فتنة الشّهوات تُدفع بالصّبر ، و لذلك جعل سبحانه إمامة الدّين مَنوطةً بهذين الأمرين ، فقال : ﴿ وَ جَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَ كَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ ، فدلّ على أنّه بالصّبر و اليقين تُنال الإمامة في الدّين ، و جمع بينهما أيضاً في قوله : ﴿ وَ تَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ وَ تَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ ﴾ ( العصر : 3 ) ، فتواصَوْابالحقّ الّذي يَدفع الشّبهات ، و بالصّبر الّذي يكفُّّ عن الشّهوات ، و جمع بينهما في قوله : ﴿ وَ ٱذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ أُوْلِي ٱلأَيْدِي وَ ٱلأَبْصَارِ ﴾ ( ص : 45 ) ، فالأيدي القُوَى والعزائم في ذات الله ، و الأبصار البصائرُ في أمر الله ، و عبارات السّلف تدور على ذلك ، قال ابن عبّاسٍ : أولي القوّة في طاعة الله و المعرفة بالله ، و قال الكلبي : أولي القوّة في العبادة ، و البصر فيها ، و قال مجاهدٌ ﴿ ٱلأَيْدِي ﴾ : القوّة في طاعة الله ، و ﴿ ٱلأَبْصَارِ ﴾ : البصر في الحقّ ، و قال سعيد بن جُبير : ﴿ ٱلأَيْدِي ﴾ : القوّة في العمل ، و ﴿ ٱلأَبْصَارِ : ﴾ بصرهم بما هم فيه من دينهم … فبكمال العقل و الصّبر تُدفع فتنة الشّهوة ، و بكمال البصيرة و اليقين تُدفع فتنة الشّبهة ، و الله المستعان ” .
و من الآيات الجامعة بين الصّبر و اليقين قوله تعالى : ﴿ فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَ لاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ ﴾ ( الرّوم : 60 ) .
منقول من كتاب ” من كل سورة فائدة ” للشيخ أبي عبد الله عبد المالك بن أحمد بن المبارك رمضاني الجزائري حفظه الله