"الضحيان" وصفه بـ "الحاكم بأمر الله" و"الجميلي"

"الضحيان" وصفه بـ "الحاكم بأمر الله" و"الجميلي" طالب بجمعية للرفق به "دلال" الرجل السعودي.. استغلال للسلطة الذكورية أم حماية للمرأة؟ دعاء...

احلي كلمة

عضو
مسجل بالموقع
"الضحيان" وصفه بـ "الحاكم بأمر الله" و"الجميلي"
"الضحيان" وصفه بـ "الحاكم بأمر الله" و"الجميلي" طالب بجمعية للرفق به


"دلال" الرجل السعودي.. استغلال للسلطة الذكورية أم حماية للمرأة؟





دعاء بهاء الدين – سبق – جدة: أظهرت دراسة أسترالية أن الرجل السعودي أكثر رجال العالم دلالاً، لما يحظى به من مكانة اجتماعية مميزة تفضله عن المرأة، وأوضحت الدراسة أن الذكر في السعودية يحظى بالاحتفاء به منذ مولده، وفي مرحلة صباه تمنحه الأسرة السلطة على أخته، حتى ولو كانت تكبره سناً، وبالنسبة لزوجته فهي تخدمه حتى ولو كانت موظفة تشاركه أعباء الحياة الزوجية.

"سبق" تحاول التعرف على مدى صحة هذه الدراسة من خلال آراء المختصين، التي اختلفت بين من يرى أن الرجل السعودي مدلل يستغل سلطته الذكورية التي منحها له المجتمع، محذرين في الوقت ذاته من الآثار السلبية الناجمة عن ذلك من تزايد حالات العنف ضد المرأة، وظهور حالات المرأة المهجورة والمعلقة والمعنفة، في حين اقترح آخرون وجود جمعية "الرفق بالرجل السعودي" لمعاناته المستمرة من أجل خدمة المرأة طيلة حياته.


سلطة التحكم
في البداية تحدثت نورا الحربي عن معاناتها قائلة: أخي الأصغر يحظى بكل الاحترام والحب، فهو الولد الوحيد ونحن أربع بنات، منحه أبواي منذ الصغر سلطة التحكم وفرض رأيه بالقوة، وأبدت أسفها لاستغلال أخيها، وقالت: بعد حصولي على الثانوية العامة أجبرني أخي على الزواج من رجل يكبرني بثلاثين عاماً، لأنه ثري وسوف يشارك أخي في مشروع تجاري.
وتابعت: للأسف الشديد انحاز أبي لرأيه ولم يساندني، وحرمني من التعليم، ومع إصرار أخي على زواجي، لا أدري لمن ألجأ وأنا أشعر أن الكل يقف ضدي.

كبرياء وغرور
وافقتها الرأي مشاعل عبد الله قائلة: للأسف الشديد زوجي مدلل منذ الصغر، فكل شيء يطلبه مجاب فوراً، وقالت: إن هذا أثر سلبياً على معاملة زوجها، وقالت: أعمل معلمة وأشارك زوجي في أعباء الحياة الأسرية، وللأسف لقد تعود على الاستحواذ على راتبي، وإذا ناقشته أخبرني أنني وراتبي ملك له.

وتابعت حديثها: ذهبت إلى أمه وطلبت منها أن تنصحه لتغيير معاملته لي، وأذهلتني بردها أن ابنها الرجل له كل الصلاحيات، ليفعل ما يراه مناسباً، وأبدت مخاوفها من تأثير شخصيته على تربية الأبناء، وقالت: يعاملني زوجي بكبرياء وغرور أمام ولداي وأخشى ألا يحترمني ولداي مستقبلاً.

شخصية مؤثرة
الشاب أحمد عبد الله رفض دلال الرجل قائلاً: إن مفهوم الرجولة يعني تحمل المسؤولية، ومساعدة المرأة، واحترامها، والقيام بأعباء الحياة الأسرية كما ينبغي، مؤكداً أن تربية الصبي على تحمل المسؤولية واحترام أمه وأخته، تجعله مستقبلاً شخصية مؤثرة، يحتوي زوجته وأبناءه.

ووافقه الرأي فهد المطيري قائلاً: غرس في والدي معنى المسؤولية منذ الصغر، فاحترمت أمي وأختي، وعلمت كيفية الحماية الحقيقية للمرأة، موضحاً أنه عند زواجه احترم زوجته، فشاركته الرأي، وهو سعيد بتربية ابنه على تحمل المسؤولية، وإسناد المهام التي تثري شخصيته، فيصبح رجلاً واعياً مستقبلاً.

صمام أمان
أوضح عضو برنامج الأمان الأسري عبد الرحمن القراش أن الذكر في السعودية أكثر دلالاً وقيمة من الأنثى، مرجعاً ذلك لأنه مصدر القوة وصمام الأمان للأسرة والجاه الذي يفتخرون به، بالإضافة إلى أنه مصدر قوة للأم إذا أحسنت تربيته، فهو أكثر ميلاً لها من الأب.

وقال القراش: بعض الأسر تتعمد القسوة على الذكر لتعلّمه الشدة والقوة، خاصة من جانب الأب، وربما تحدث مشكلة بين الزوجين بسبب تدليل الأم له، معللاً ذلك برغبة الأب في أن يصبح ابنه خشناً في تعامله وصوته وحركاته، وربما يتعمد بعض الآباء استخدام الضرب على كل سلوك، إيماناً منهم بأن الضرب سيجعله رجلاً وأكثر قدرةً على التحمل، بيد أنه ومع هذه القسوة يظل الذكر أكثر حظاً من الأنثى في المميزات المادية أو الحرية أو الرأي المسموع.

إفرازات فكرية
وحذر القراش من انعكاس تربية الولد في طفولته أو في مراهقته على شخصيته، وفي تعامله مع الآخرين، لافتاً إلى أن هذا يصنع شخصيات سلبية تميل للعنف والمفاخرة والزهو، وقليل منهم من يسلم من هذه الصفات، وأبدى أسفه لتأثير الإفرازات الفكرية التي تلقاها الولد في طفولته، وقال: للأسف ما يحظى به الذكر من مكانة اجتماعية، أفرز على الجانب الآخر اضطهاد نفسي واجتماعي للأنثى، فيمارس الأخ سطوته على أخواته، ولا يجد من يردعه كونه ذكراً وهو قائد البيت حتى ولو كان أصغر منهن.

وأبدى أسفه لانعكاس ذلك على مستقبل المرأة في السعودية، سواء على النطاق الأسري أو المهني، برغم إثباتها أنها في بعض الأمور أكثر جدارة من الرجل، بيد أن هذه السلسلة المتوارثة جيلاً بعد جيل، والتي تبين دائماً أن الذكر لا بد أن يحظى برعاية واهتمام أكبر لأنه واجهة العائلة المستقبلية بدون مراعاة للعدالة التي أوصانا بها الشرع، ولفت أنه إذا تزوج هذا الابن مستقبلاً فإن ثقافة السيطرة والسلطة الذكورية تنعكس على تعامله مع زوجته وأدائه وتربيته لأبنائه، وإلا سيفتقد معنى الرجولة في نظر أهله ومجتمعه.

إرث ثقافي
أفاد أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة الملك سعود دكتور سعود الضحيان أن الابن الذكر يحظى بمكانة عالية منذ ولادته وحتى وفاته، لافتاً أن الأسرة تمنحه السلطة للتحكم في أمه وأخته، وقد تمتد هذه السلطة بعد الزواج ليصبح "الحاكم بأمر الله" مع زوجته. وأوضح أن الرجل السعودي كان أكثر دلالاً في الماضي، خاصة في المناطق القبلية، بيد أن الأمر اختلف حالياً، وأصبحت الزوجة شريكة له في الحياة، وتساعده في تحمل أعبائها المادية، مبيناً أن هذا انعكس على معاملته للمرأة، فأصبح أكثر لطفاً معها، لاحتياجه إليها.
وتابع الضحيان: إن المجتمع يعزز من سلطة الرجل، وفي الوقت ذاته يقلص دور المرأة، فيرفض أن تتصدر المشهد الاجتماعي كقائدة أو متحدثة أو راعية، لافتاً أن هذا أدى لاستغلال الرجل للإرث الثقافي لمجتمعه، وقال: للأسف المجتمع يؤيد الرجل، وينحاز إليه على حساب المرأة، حتى في القضايا الأسرية، مبدياً أسفه لظهور مشكلات اجتماعية كالمرأة المعلقة أو المعنفة أو المهجورة، وطالب الرجل بحماية المرأة وتلبية احتياجاتها، وفقاً لمفهوم القوامة الذي أقره الشرع.

عصر سيادة المرأة
أما الكاتب والأكاديمي عبد الله الجميلي فرفض هذه الدراسة قائلاً: إن هذه الدراسة مع التقدير لكل (بَـحْـثٍ وباحث) إلا أن الواضح من نتائجها أنها أجريت في زمن مضى وانتهى، أو بناءً على حكايات أسطورية، مؤكداً أن المجتمع السعودي اليوم يعيش عصر سيادة المرأة، وقال: إن الرجل السعودي مضطهد وخادم لها من طفولته حتى موته، فما إن يكبر الطفل قليلاً، حتى يصبح الخادم الذي يفتح الباب، ويستقبل الزوار، ثم تجري سنوات عمره شيئاً؛ فتصبح مهمته الأولى والكبرى جلب الأغراض من هنا وهناك.
وأضاف الجميلي: وعندما يصل لِـسِـنّ الشباب يصبح سائقاً واجبه توصيل أمه وأخواته من الأسواق إلى قصور الأفراح، مشيراً إلى معاناة الرجل السعودي عند رغبته في الزواج، وقال: غالباً من يختار زوجته عيون أمه وأخواته، وتظهر صورة الرجل المسحوق عندما يقترض من البنوك الحكومية والتجارية لتدبير نفقات المهر والزواج من الألف إلى الياء، حتى هدايا أهل زوجة المستقبل وأقاربها وجيرانها.

جمعية الرفق بالرجل
وتابع الكاتب: أما بعد الزواج فالرجل السعودي يتحمل النفقات وحده حتى لو كانت زوجته مديرة بنك أو مدرسة، وهو سائقها الخاص، صباحاً ومساء، ويستمر في تلك المهام حتى بعد أن يصلا إلى سن الشيخوخة، يتنقل بها من هذا المستشفى إلى ذاك، وعن حقوق المرأة، قال: نعم للمرأة حقوق، والرجل يخدمها لأنها عنده جوهرة مصونة، بيد أنه يعاني في سبيل ذلك، ويعاني أكثر من ظلم تلك الدراسات والشائعات التي تجعله وحشاً مفترساً.
واقترح في ظل معاناة الرجل السعودي وجود جمعية جمعية "للرفق به".



اى رفق به ..انا اشهد انه الاكثر دلالاً..
 
أعلى