نحتفل باليوم الوطني

نحتفل باليوم الوطني الـ84 في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وذلك في اليوم الثالث والعشرين من سبتمبر 2014م، بعد أن وحد الملك...

احلي كلمة

عضو
مسجل بالموقع
نحتفل باليوم الوطني
نحتفل باليوم الوطني الـ84 في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وذلك في اليوم الثالث والعشرين من سبتمبر 2014م، بعد أن وحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- على مدى متواصل من الملاحم البطولية والانتصارات لمدة اثنين وثلاثين عاما
يطل علينا في كل عام ذكرى اليوم الوطني للملكة لتعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي الهام ويظل الأول من الميزان من عام 1352هـ يوماُ محفوراُ في ذاكرة التاريخ منقوشاُ في فكر ووجدان المواطن السعودي كيف لا.... وهو اليوم الذي وحد فيه جلالة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه شتات هذا الكيان العظيم وأحال الفرقة والتناحر إلى وحدة وانصهار وتكامل . وفي هذه الأيام تعيش بلادنا أجواء هذه الذكرى العطرة (ذكرى اليوم الوطني) وهي مناسبة خالدة ووقفة عظيمة تعي فيها الأجيال قصة أمانة قياده.... ووفاء شعب ونستلهم منها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز "رحمه الله" الذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار متمسكاُ بعقيدته ثابتاً على دينه
إن في حياة الإمم والشعوب أياماً هي من أنصع تاريخها ويومنا الوطني لبلادنا الطاهرة تاريخ بأكمله إذ يجسد مسيرة جهادية طويلة خاضها البطل الموحد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- ومعه ابطال مجاهدون هم الآباء والأجداد - رحمهم الله جميعاً - في سبيل ترسيخ اركان هذا الكيان وتوحيده.. تحت راية واحدة وهي راية التوحيد .ومثلما كان اليوم الوطني تتويجاً لمسيرة الجهاد من أجل الوحدة والتوحيد فقد كان انطلاقة لمسيرة جهاد آخر.. جهاد النمو والتطور والبناء للدولة الحديثة
اليوم الوطني مناسبة عزيزة تتكرر كل عام نتابع من خلالها مسيرة النهضة العملاقة التي عرفها الوطن ويعيشها في كافة المجالات حتى غدت المملكة وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة، بل تتميز على كثير من الدول بقيمها الدينية وتراثها وحمايتها للعقيدة الإسلامية وتبنيها الإسلام منهجاً وأسلوب حياة حتى اصبحت ملاذاً للمسلمين، وأولت الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين جل اهتمامها وبذلت كل غال في إعمارهما وتوسعتهما بشكل اراح الحجاج والزائرين وأظهر غيرة الدولة على حرمات المسلمين وإبرازها في أفضل ثوب يتمناه كل مسلم
ولقد دأبت حكومة المملكة منذ إنشائها على نشر العلم وتعليم أبناء الأمة والاهتمام بالعلوم والآداب والثقافة وعنايتها بتشجيع البحث العلمي وصيانة التراث الإسلامي والعربي واسهامها في الحضارة العربية والإسلامية والإنسانية وشيدت لذلك المدارس والمعاهد والجامعات ودور العلم. ما حققت المملكة العربية السعودية سبقاً في كل المجالات واخص منها المجال الصحي.. فلقد شهدت المملكة نهضة صحية كبرى أصبحت مضرب المثل وأخذت بأسباب التقنية الحديثة في برنامج يربط مستشفيات المملكة بالمراكز الطبية والجامعية المتخصصة عبر الأقمار الصناعية على مدار الساعة الأمر الذي يزيد من فرص الاطلاع المعرفي ومن سهولة الاستعانة بآراء طبية اخرى تمكّن من تشخيص بعض الحالات التي ربما كانت في السابق تتطلب سفراً شاقاً للحصول على مثل هذه الخدمات
توحيد هذه البلاد على يد قائدها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لهو تجربة متميزة للمجتمع الدولي وأحد النماذج الناجحة في تاريخ الأمم وإبراز ذلك النهج الذي تبنته المملكة في سياستها الداخلية القائمة على مبادىء الإسلام الحنيف، وكذلك في علاقاتها الدولية المستمدة من تراثنا وحضارتنا واحترام مبادىء حقوق الإنسان في اسمى معانيها، كما أنها فرصة ثمينة أن نغرس في نفوس النشء معاني الوفاء لأولئك الأبطال الذين صنعوا هذا المجد لهذه الأمة فيشعروا بالفخر والعزة ونغرس في نفوسهم تلك المبادئ والمعاني التي قامت عليها هذه البلاد منذ أن أرسى قواعدها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ونعمّق في روح الشباب معاني الحس الوطني والانتماء إلى هذه الأمة حتى يستمر عطاء ذلك الغرس المبارك
وفق الله الجميع في رسم تلك الصورة المشرقة لما يزيد على قرن من الزمان خرجت فيه الجزيرة من أمم جاهلة متناحرة إلى أمة موحدة قوية في إيمانها وعقيدتها، غنية برجالها وعطائها وإسهامها الحضاري.. فخورة بأمجادها وتاريخها. 
اليوم الوطني هو اليوم الذي درجت الدول ان تحتفل به كيوم لاستقلالها، ولأن المملكة العربية السعودية لم تستعمر، فإنها تحتفل بيوم وحدتها، فهو اليوم الذي أعلن فيه الملك عبدالعزيز توحيد أجزاء البلاد في دولة حديثة تحمل اسم المملكة العربية السعودية، وذلك في 17 جمادى الأولى من عام 1351ه بمرسوم ملكي، واختار الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام هذا الكيان العظيم.
إن لهذا اليوم حكمة لمن يتأمل، وعبرة لمن يفكر وعظة لمن يتدبر فإذا كانت الحكمة هي سداد الأمر وصوابه فالحكمة تتجنى في حدث ألم بالأمة الإسلامية سياسياً وعقائدياً. فالسياسي جاء من سقوط الدولة العثمانية التي تضافرت عليها القوى الاستعمارية فقطعت أوصالها واستعمرت أطرافها.
يومها قال الباب في روما كما ذكر الشيخ أبو بكر الجزائري "صفقي ياروما واندبي حظك يا مكة فلم يعد مسلم على وجه الأرض". أراد الله عز وجل بحكمته وقوته ان يتحدى الجميع فقيض رجلاً من قلب الصحراء ليس معه الا كتاب الله وحكمة الرجل، فانطلق يوحد هذه الجزيرة ويوفر الحماية لبيت الله عز وجل ولمسجد نبيه صلى الله عليه وسلم.
أما العبرة فهي الأصل الذي ترد إليه النظائر، فالجهل بالإسلام كان ينتشر في شتى أنحاء المعمورة وابتعد الكثير يومها عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وتفشى الجهل بالدين حتى أصبح الدين سلعة للكسب، وأداة للتخلف والانحراف فانتشرت عبادة الأشخاص والقبور والأحجار والأشجار.
عمل الملك عبدالعزيز على اتباع منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب في العودة إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وجعلهما حكماً بين الناس. وبالفعل تم ذلك، وتطورت المملكة مما جعلها اليوم تحظى باحترام الجميع ويتمتع شعبها بالأمن والاستقرار ويقول الله عز وجل "ولو ان أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرض".
أما العظة فهي الكلمات التي تحمل الناس على اصلاح السيرة. فعندما دخل الملك عبدالعزيز إلى مكة المكرمة وطاف بالكعبة المشرفة، وسعى بين الصفا والمروة، وقف على جبل الصفاة ورفع يديه بالدعاء وسمعة الحضور، قائلاً: "اللهم إن كنت أعمل لملك أو جاه، اللهم فلا تنصرني، وإن كنت أعمل لرفع رايتك، راية لا إله إلاّ الله فانصرني».
من أوكل أمره إلى الله كفاه، ومن استعان بالله أعانه".
 
أعلى