مسلمي الروهينغيا.. تيه بلا نهاية

قضى فيصل أحمد ستة أشهر في عرض البحر، في قارب مفتوح مكتظ يحمل 450 شخصاً، داعياً الله أن ينجيه ويمنحه مستقبلاً خالياً من الاضطهاد. وأوضح الرجل المسلم، الذي...

أبوسيف

منسق العلاج في تايلاند
طاقم الإدارة
المدير العام
مسلمي الروهينغيا.. تيه بلا نهاية


قضى فيصل أحمد ستة أشهر في عرض البحر، في قارب مفتوح مكتظ يحمل 450 شخصاً، داعياً الله أن ينجيه ويمنحه مستقبلاً خالياً من الاضطهاد.
وأوضح الرجل المسلم، الذي ينتمي إلى عرقية الروهينغيا في ميانمار، والبالغ من العمر 29 عاماً، أن «القارب كان مكتظاً للغاية. كان من الصعب النوم. وكنا نظن أننا سنموت في عرض البحر».
ووصل أحمد إلى ماليزيا منذ أسبوع واحد فقط، لكنه يعرف أنه واحد من المحظوظين، إذ يعتقد أن آلاف الأشخاص ينجرفون على غير هدى في بحر أندامان.
وهذه أزمة آخذة في التفاقم منذ عدة أعوام، وقد اتسع نطاق شبكات الاتجار بالبشر، لتلبية متطلبات تعصب الحكومة المدنية الحالية تجاه أقلية الروهينغيا، في حين أصبحت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، غير قادرة على التصدي لمشاكل ميانمار، أو وضع استراتيجية إقليمية فعالة للتعامل مع اللاجئين.
وتم تسجيل أكثر من 150 ألف شخص في الوقت الراهن لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ماليزيا، ويشكل الروهينغيا أقل قليلاً من ثلثهم. ويمكن أن يستغرق التسجيل لدى المفوضية، فترة تصل إلى سنتين، وحتى بعد الحصول على بطاقات اللاجئين التي تصدرها المفوضية، لن يكون لديهم الحق في العمل أو إرسال أبنائهم إلى المدارس الحكومية، وسوف يعيشون دائماً في خطر التعرض للاحتجاز.
الهروب من ميانمار
ووصلت أهجيده نور محمد إلى ماليزيا الشهر الماضي، بعد أن دفع زوج شقيقتها ستة آلاف رينغيت (1,680 دولاراً) للمتاجرين بالبشر، لإطلاق سراحها من منزل بالقرب من الحدود التايلاندية الماليزية، حيث كانت محتجزة بعد قضاء شهرين في عرض البحر. لم تذهب أهجيده أبداً إلى المدرسة، وتقول: «أحضرني زوج شقيقتي إلى هنا لكي يزوجني». وهي تعترف بأن هذا ليس ما تريده، لكنها كانت سعيدة بالهروب من حياتها البائسة في ميانمار.
وساعد بعض الجيران أهجيده على الاتصال بوسيط وضعها في قارب صغير مع آخرين. وفي عرض البحر، انضموا إلى قارب أكبر، مع عدد أكبر من الناس. وبعد نقلهم إلى شاطئ في تايلاند، طُلب منهم الاتصال بأفراد عائلاتهم وأصدقائهم لدفع ستة آلاف رينغيت. وقضت أهجيده يومين فقط في منزل المهرب، قبل أن يرسل زوج شقيقتها المال.
عرض البحر
وتوفر رحلة أحمد، مؤشراً على اتساع مدى الاتجار بالبشر في جنوب شرق آسيا.
في البداية، دفع مبلغاً من المال إلى صياد في ميانمار، ليأخذه إلى بنغلاديش، حيث أمضى ثلاثة أعوام. وحذره والده، الذي كان تعرض للتعذيب على أيدي جيش ميانمار، وأمضى أربعة أشهر مختبئاً، من العودة.
ودفع أحمد مقابل هذه الرحلة نحو ألف رينغيت (280 دولاراً)، إلى وكيل كان على صلة قرابة بعائلته من خلال الزواج من إحدى عماته. وانطلق القارب من تيكناف في بنغلاديش. ومن أجل تسهيل مرور السفينة، دفع المتاجرون رشاوى لمسؤولين محليين والدوريات البحرية.
وعبروا خليج البنغال في أقل من شهرين بقليل، ولكنهم عندما أصبحوا على مقربة من ساحل تايلاند، قال المتاجرون إنهم يشعرون بالقلق بشأن الدوريات البحرية، وعادوا إلى عرض البحر. وقضوا أكثر من أربعة أشهر تحت حراسة حراس مسلحين، وعاشوا على حصص ضئيلة من الأرز والسمك المجفف. وبحلول نهاية محنتهم، كان ما يقرب من 30 شخصاً لقوا حتفهم وقُذفت جثثهم في البحر.
وبمجرد وصولهم إلى اليابسة، مشت المجموعة لما يقرب من 24 ساعة عبر الغابات إلى الحدود بين تايلاند وماليزيا. وعندما عثرت #الشرطة التايلاندية على المجموعة بطريق الصدفة، فتحوا عليهم النار وأثناء الارتباك، والمعركة التي دارت بالأسلحة النارية، تمكنت مجموعة صغيرة، من بينها أحمد، من الفرار.
وبعد وصوله أخيراً إلى كوالالمبور، على عكس معظم الوافدين الجدد، لم يكن لدى أحمد أسرة أو أصدقاء، ليتصل بهم. والتقى بفاعل خير في أحد المطاعم، عرض عليه مكاناً للإقامة.
وقال أحمد: «لا أستطيع أن أعمل، وليس لدي مال، ولا أستطيع الذهاب إلى أي مكان، وأنا خائف من #الشرطة، ولكنني لم أفقد الأمل».
عنف
أسفر العنف بين البوذيين والمسلمين في ميانمار في عام 2012، عن سقوط 200 قتيل، وتدمير العديد من قرى الروهينغيا. كما تم الاستيلاء على الأراضي والشركات، ونقل 140 ألف شخص من عرقية الروهينغيا، المحرومة من الجنسية، بموجب تشريع صادر في عام 1982، والمكروهة على نطاق واسع في ميانمار، إلى مخيمات قذرة، حيث يُفرض عليهم حظر التجول. وقد اختار عشرات الآلاف منذ ذلك الحين، المجازفة بالرحيل عن طريق المهربين.
 
توقيعي
تايلند أدفايزور - التنسيق الطبي لمستشفيات تايلاند مجانا

تواصل معنا على واتس أب - لاين - فايبر - إيمو - تانقو : 0066864036343

المواضيع المتشابهة

أعلى