قلعة المرقب بانياس , سوريا

تقع قلعة المرقب على الساحل السوري بين مدينتي طرطوس وبانياس الساحليتين وعلى بعد 5 كلم من بانياس ، على قمة جبل بركاني صخري يشرف على شاطئ البحر، واشيدت على...

محمد عبد القادر

مدير السياحة العلاجية في تايلاند
طاقم الإدارة
مسئول بالشركة
قلعة المرقب بانياس , سوريا
تقع قلعة المرقب على الساحل السوري بين مدينتي طرطوس وبانياس الساحليتين وعلى بعد 5 كلم من بانياس ، على قمة جبل بركاني صخري يشرف على شاطئ البحر، واشيدت على ارتفاع 362 م، عن سطح البحر، والجبل الذي تقوم عليهقلعة المرقب هو مثلث الشكل تقريباً طرفاه الشمالي والغربي شديدا الإنحدار ويفصله عن سلسلة جبال الساحلية وادٍ عميق في جهته الشرقية، وفي الجهة الجنوبية الغربية تتوالى المرتفعات والمنخفضات إلى أن تزول تماماً قرب شاطئ البحر ، وتعتبر الناحية الجنوبية للقلعة أضعف نقطة طبيعية دفاعية لها، لذا لجأ الصليبيون إلى بناء أكبر وأضخم أبراج هذه القلعة من تلك الجهة لصد الهجمات .

و كانت احد اكبر القلاع في القرن الثاني عشر وكان القائد العربي الكبير صلاح الدين الايوبي يرى فيها قلعة منيعة يستحيل احتلالها بسبب ضخامتها وموقعها القوي حيث عزز الجزء العلوي المنبسط بسلسلة من الأسوار والابراج الضخمة المستديرة وسمحت القوة المادية للقلعة بالسيطرة على اراض شاسعة طوال قرن تقريبا.
عرفت قلعة المرقب بأسماء عديدة خلال العصور التاريخية منها: باللغة اليونانية "ماركابوس" و"ماركابان"، ودعيت من قبل اللاتين أي الفرنج باسم "مارغت" و"مارغاتوم" و"مارغانت"، وأطلق عليها العرب اسم المرقب وقلعة المرقب.. وفي اللغة العربية كلمة مرقب تعني {الحارس أو المراقب} حيث أنه قد سميت بذلك الإسم لأنها كانت تشرف على البحر والتلال المجاورة ومن ارتفاع 362 م، وتقوم بدور الحارس أو المراقب!
.جميع القلاع الصليبية بنيت على أطلال مستوطنات قديمة يتراوح تاريخها مابين القرن الأول والثاني الميلادي مروراً بالعهود اللاحقة، وقد تم ذكر القلعة في المصادر العربية عام 1047 ميلادي، وعن بانيها الأول حيث قامت على اثر بناء قديم في عهد هارون الرشيد، وفي عام 1062 ميلادي ذكرت المصادر التاريخية أن أول من بناها هو شيخ القبائل العربية الجبلية رشيد الدين بن سنان. ومهما يكن من أمر البناء فإن قلعة المرقب كانت قائمة عند دخول الصليبيين إلى البلاد، ويذكرها أحد الكتاب اليونانيين بين عدد من المواقع الحصينة على الساحل التابعة للمسلمين والتي حاول البيزنطيون احتلالها عام 1104 ميلادي أثناء غزوهم الساحل مما يؤكد وجود القلعة السابق للإحتلال الصليبي...

تاريخ القلعة في العهدالصليبي

انطلقت الجيوش الصليبية الأربعة من أوروبا عام 1096م استجابة للنداء الذي أطلعه البابا أربان في مجمع كليدمونت، وقد تم للجيوش الصليبية احتلال عدد من المدن العربية الهامة منها مدينة القدس عام 1099 م بعد أن تمت سيطرتهم على مدن الساحل السوري، وبنى الصليبيون عدداً من القلاع والحصون وفق مخططات وأساليب معينة في المواقع الإستراتيجية الهامة أهمها قلعة الحصن.

في عام 1104 م شغلت القلعة لفترة قصيرة من قبل القوات البيزنطية التي يقودها "جون كانتا كوزينوس" أثناء الصراع الذي دار حول اللاذقية وبعد ذلك عادت إلى الأملاك العربية. لقد بقي الصليبيون في قلعة المرقب {168} عام أي 1117 -1285 م، وكان أول من احتلها "روجر" أمير انطاكية بعد أن تخلى عنها صاحب المرقب في محرز بعد مفاوضات طويلة مقابل ولاية أخرى ثم أهداها روجر بدوره إلى أسرة مانيسوير الإقطاعية التابعة لإمارة انطاكية ... وقد أصابت الزلازل الشديدة قلعة المرقب عام 1170 م فتهدم بعض أقسامها وفي عام 1186 م سلمت القلعة إلى جماعة الإسبتارية ، ولقد أضافت جماعة الإسبتارية عدداً من الأبنية الدفاعية والمنشآت العسكرية الهامة للقلعة مما زاد في تحصينها، وقد انتقلت القلعة إلى حيازة الإسبتارية مقابل أجر سنوي يبلغ "2000" بيزنط ذهبي تدفع إلى آخر مالك لها هو برتراند المرقبي، وكان السبب الرئيسي الذي أدى إلى تنازل برتراند صاحب المرقب عن القلعة إلى الإسبتارية هو تقهقر وضعف الأسر الإقطاعية في أوروبا بعد منتصف القرن الثاني عشر.


حاول الصليبيون منع الجيوش العربية من المرور إلى الشمال وبالرغم من ذلك استطاع السلطان صلاح الدين الأيوبي عام 1188 م من المرور أمام أسوار قلعة المرقب متوجهاً إلى جبلة بعد أن فتح مدينة طرطوس فقد أرسل غليوم الثاني ملك صقلية أميرال البحر "مارغاريت" حملة بحرية لمنع تقدم العرب باتجاه جبلة لكن صلاح الدين استطاع حماية جيشه ومتابعة مسيره.
سير الملك الظاهر غازي سلطان مدينة حلب عام 601 هـجري (1204-1205) م، حملة إلى قلعة المرقب حيث دمر عدداً من أبراجها الموجودة عند أسوارها الخارجية ثم انسحبت الحملة لمقتل قائد الحملة بعد أن قاربت من الإستيلاء على القلعة ، ثم لاقت القلعة صعوبات كثيرة في منتصف القرن الثالث عشر من جراء انتصارات السلطان الظاهر بيبرس ولم يحصل أصحاب قلعة المرقب بعد عام 1271م، على هدنة جديدة في القلعة حيث تم ذلك بعد سقوط قلعة الحصن المجاورة لها..

وفي عام 1279 م شن أصحاب القلعة من فرسان الإسبتارية هجوماً على المسلمين مستفيدين من الإضطرابات التي رافقت استلام السلطان قلاوون مقاليد الحكم. وفي بداية عام 1281 م حاصر قلعة المرقب الأمير ’’بلبان الطباخي‘‘ حاكم قلعة الحصن ليثأر من أصحابها ولكن بدون جدوى وبقي الفرسان في مواقعهم منتظرين الفرصة للهجوم على المسلمين.


فتح العرب لقلعة المرقب

قام السلطان قلاوون بإعداد العدة لمعركة سيخوضها دون أن يعين الجهة التي سيتوجه لها، فجهز المجانيق وآلات الحديد والنفط والنشاب وتسرع بالمسير حتى ظهر أمام قلعة المرقب في (10صفر684هجري) 1285 م، ونصب المنجنيقات وسائر أدوات الحصار.. وبدأ القتال واشتد الحصار والنزال حتى بدت الثغرات في الأسوار وأيقن الفرنج أنهم قتلى دون شك فطلبوا الأمان بعد دفاع طال أكثر من 35 يوم، وقد أجاب السلطان قلاوون بالعفو والأمان رغبة منه في إبقاء الحصن كما وافق لأهل المرقب بالخروج من القلعة مع كل ما يستطيعون حمله مع 55 حصاناً وبغلاً محملين بما يرغبون وعلاوة على ذلك سمح لكل فارس بحمل 2000 قطعة ذهبية، وقد لجأوا إلى طرطوس ومنها إلى طرابلس، ودخل قلاوون القلعة في موكب مهيب في 25 أيارعام 1285 ميلادي .
استخدم السلطان قلاوون قلعة المرقب بعد فتحها كمركز للحركات العسكرية ضد الصليبيين ووضع فيها حامية قوية وأصبحت مركزاً لولاية هامة ربطت بإمارة طرابلس. وبقيت قلعة المرقب من القلاع الرئيسية خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر حيث استخدمت معتقلاً للمحكوم عليهم والمعزولين من مناصبهم، ولم يحدث أي تبدلات في القلعة بعد ذلك .
 
التعديل الأخير:
توقيعي

المواضيع المتشابهة

أعلى